Monday, December 16, 2019

تسويق واستهلاك الالبان في السودان


إنتاج الالبان
Dairy Production
أ.د.ابراهيم بشارة محمد
جامعة كردفان— كلية الموارد الطبيعية والدراسات البيئية
تسويق واستهلاك الالبان
ههناك عوامل شتى تؤثر فى تسويق الألبان في السودان مثل:

-         العوامل البيئية (موسمية الانتاج)

-         بعد مناطق الانتاج عن مناطق التسويق

-         عدم وجود خزانات تبريد وحفظ الخليب الخام.

كما أن 72% من المنتجين يبعون الحليب الخام داخل المزرعة و6% في أسواق تبعد عن مزارعهم 6-15كلم و أن 20% في الاسواق تبعد عن مزارعهم 16-25كلم . طريقة بيع الحليب تتراوح بين البيع المباشر للمستهلك 36% او الي الوسطاء 64% سواء كان ذلك في الصباح أو المساء.

تغلب القنوات التقليدية على تسويق الالبان وتنحصر القنوات الحديثة فى بعض المدن. فى الغالب يسيطر السماسرة والوسطاء علي القنوات التقليدية حيث يتم تجميع الالبان الخام غيرالمعالجة حرارياً من المنتجين ونقلها الى المستهلكين أما مباشرة الي منازلهم أو الي البقالات بواسطة الدواب-الدراجات الهوائية –شاحنات النقل الصغيرة في حاويات من الالمونيوم.

يشكل النقل التقليدي عبئاً علي تكلفة بيع الالبان ومنتجاتها وهذا يعود الي جهة الي بعد مناطق الانتاج عن مناطق التسويق ورداءة الطرق خاصة الزراعية والى عدم استخدام وسائل النقل الحديثة والمبردة خاصة وان الالبان منتجات سريعة التلف. كذلك يؤدي عدم وجود نظام مؤسسي لتجمع الحليب في مراكز محددة مزودة بالخزانات المبردة بالقرب من مناطق الانتاج ترحل بعربات مبردة الي مصانع الالبان الي عدم الاستفادة من فائض الالبان بالقطاع التقليدي.

تسعير الحليب يعتمد علي المساومة بين المنتج والوسيط عند باب المزرعة ، ومع الموسمية تؤثر في سعر الحليب الا ان المساومة بين البائع والمشتري تعتبر العامل الرئيس المؤثر علي السعر الفعلي للحليب.

يتم تسويق الالبان المبسترة في القطاع الحديث في منافذ البيع( البقالات والمطاعم) المزودة بوسائل الحفظ والتبريد.

اوردت المنظمة العربية للتنمية الزراعية ان الالبان ومنتاجها التى تنساب عبر القنوات الحديثة تشكل نحو 5-7% من اجمالي الالبان المتدوالة في السودان.  وتوجد أربع قنوات من التدفقات للبن الخام في سلسلة القيمة بعد مرحلة المدخلات مرورا بالتسويق والتوزيع وهي:

1.     من المزارع إلى المستهلك مباشرة،

2.     من المزارع إلى معمل الألبان مباشرة في حال توافر معمل ألبان داخل نفس القرية.

3.     من المزارع إلى تاجر وسيط ثم إلى معمل الألبان إلى المستهلك.

4.     من المزارع إلى نقطة التجميع بالقرية، ثم منها إلى تاجر الجملة، ثم إلى معمل الألبان أو محال التجزئة إلى المستهلك.

عامة يظهر نمط التاجر الوسيط في المناطق البعيدة عن المدن الكبرى خاصة مع صعوبة النقل، بينما يسهل التوريد للمعامل مباشرة عندما تقع معامل الألبان على مسافة يسهل الوصول إليها في وقت قليل بالنقل الخفيف.

هنالك عوامل اخري تعترض تسويق الالبان منها عدم تمويل التسويق والتأمين عليه مما يجعل المنتجين يتخلصون من انتاجهم باسعار متدنية نسبة لان الحليب سلعة سريعة التلف. كل العوامل المذكورة اعلاه ادت الي ارتفاع التكاليف التسويقية مما ادي الي ارتفاع الهامش التسويقى الذي قد يصل ال 50%.

هنالك تباين واضح بين القنوات التسويقية بالنسبة للقطاع التقليدي والقطاع الحديث. كما أن تعدد وطول هذه القنوات يزداد بزيادة عدد الوسطاء في سوق الألبان. وتسيطر القنوات التسويقية التقليدية على تسويق معظم الألبان. وبالنسبة للقطاع التقليدي فتعتبر عمليات البيع عن طريق الوسطاء من القنوات الأكثر انتشاراً حيث يقوم بعض تجار الألبان الوسطاء بتجميعها من المنتجين مباشرة ونقلها إلى المستهلك إما مباشرة أو من خلال منافذ البيع والباعة المتجولين الذين يوصلونها للمستهلك النهائي وغالباً ما يتم النقل بسيارات الشحن الصغيرة، الألبان الموزعة بهذه الطريقة عادة تكون طازجة وغير معاملة حرارياً. هذا ويقوم بعض المنتجين ببيع ألبانهم لمراكز التجميع والتي عادة ما تنقلها إلى مصانع الألبان. كما أن بعض صغار المنتجين يبيعون ألبانهم إلى ورش ومنازل التصنيع التقليدية.

 

                         الانتاج (المنتج)

تجار الجملة                                  مصانع الالبان

تجار التجزئة

الموزعون(افراد،بقالات..الخ)                               أسواق حديثة بها تبريد

                                  المستهلك          

يتضح مما ذكر اعلاه طول سلسلة تسويق الحليب الخام في السودان تعتبر من العوامل التى تؤدي الى ارتفاع اسعار الالبان فضلا عن جودة المنتج نفسه .

استهلاك الألبان

تتخذ كثير من الدول حجم استهلاك الحليب ومشتقاته كأحد المؤشرات الهامة لقياس مستوى معيشة المواطنين. ونجد ان استهلاك الفرد في اروبا يصل 400 كجم واستهلاك الفرد من الالبان في افريقيا حوالي 25 كجم. تشير المعلومات بالنسبة إلى معظم البلدان المتقدمة أنّ مستوى الاستهلاك الحالي للألبان ومنتجات الألبان قارب حدّ الإشباع. لذا يتوقع أن يكون أي نمو في الاستهلاك هامشياً ومرتبطاً بشكل أساسي بتغير نوع منتجات الألبان المستهلكة وشكلها والنمو السكاني المحدود.على المستوى العالمي.

معدل استهلاك البروتين الكلي والبروتين الحيواني وبروتين الحليب في بعض دول العالم (جرام/يومياً/للفرد)

معدل الاستهلاك

البروتين الكلي

البروتين الحيواني

بروتين حليب

غانا

48.6

14.7

4.6

ليبيا

63.7

14.7

4.6

السودان

63.9

25.9

12.3

السعودية

50.9

12.1

3.5

العراق

60.7

16.8

7.2

فرنسا

100.7

59.9

31.3

ايطاليا

85.4

35.5

14.6

الولايات المتحدة

95.6

68.6

13.3

 

ويتأثر استهلاك الألبان بعدة عوامل اقتصادية، اجتماعية، بيئية وجغرافية أهمها:

1-    أسعار الألبان المحلية ومنتجاتها مقارنة مع المستورد منها

2-     بعد مراكز الاستهلاك عن مراكز الإنتاج،

3-    مستوى دخول الأفراد خاصة الطبقات الفقيرة في المدن ،

4-    نوعية الألبان ومنتجاتها محلياً إذ أن بعض سكان المدن يتخوفون من الألبان المحلية من النواحي الصحية بحيث يلجأون للألبان المستوردة لاعتقادهم بأنها أضمن صحياً،

5-    وفرة الألبان خاصة في مناطق الإنتاج ،

6-    العادات الغذائية للسكان والتي تلعب دوراً كبيراً في تحديد مستوى الاستهلاك حيث يفضل البعض ألبان الماعز والبعض الآخر يفضل ألبان الأبقار،

7-    الإشاعات التي تلعب دوراً كبيراً في استهلاك الألبان ومنتجاتها إذ أن أقل إشاعة عن تلوث الالبان تبعد المستهلكين عنها كما حدث أخيراً عندما إنتشرت إشاعة ظهور مرض حمى الوادى المتصدع.

8-    وسائل الإعلام تلعب هي الاخرى دوراً كبيراً في توعية المستهلك عن دور الألبان في التغذية وفى دحض أية إشاعات وأخيرا فإن العناية

9-    بالبنية التحتية والتسهيلات الحكومية التي يتم منحها للمنتجين تساعد هي الأخرى في انسياب واستهلاك الألبان ومنتجاتها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحليل الوضع الراهن لإنتاج الألبان في السودان:

نقاط    القوة  Strengths

1.      توفر القوي العاملة الرخيصة  

2.     الخبرة التقليدية في إنتاج الألبان.

3.     تعتبر تربية الماشية نشاطًا أساسيًا في الثقافة السودانية في المناطق الحضرية وفي المناطق الريفية.

4.     توافر حليب البقر والماعز اللازمة لانشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة.

5.      تشارك المرأة بشكل كبير وفعال في عملية التربية مما يساعد في دعم قضايا تنمية المراة الريفية.

6.      %80 من تعداد السكان يقطنون في الولايات الريفية ولهم مشاركة مباشرة في صناعة الالبان.

نقاط الضعف   Weaknesses

1.     عدم توفر الدعم لمنتجات الالبان

2.     كمية ونوعية وأسعار علف الحيوانات (المركزات) عالية.

3.     نقص السلالات المحسنة من الماشية المحلية عالية الإنتاجية من الالبان.

4.     انخفاض الإنتاجية من الالبان للحيوانات المحلية. • سوء الأحوال الصحية والنظافة في مزارع انتاج الالبان الصغيرة.

5.     عدم كفاية العرض وارتفاع أسعار التعبئة.

6.     غياب المواصفات القياسية لمنتجات الألبان التقليدية.

7.     عدم وجود مراكز للتجميع والتوزيع

8.     افتقار عمليات حلب الألبان للمواصفات الصحية في المزارع الصغيرة.

9.     اتباع طرق بدائية في تجهيز الجبن مما يجعل القيمة المضافة من تجهيز المنتجات منزليا غير اقتصادية.

10.                        صعوبة حصول المنتجين على سعر مناسب للبن الخام ذو الجودة المرتفعة.

11.                        التأخير في حصول المزارعين على مستحقاتهم لمدة تزيد أحيانا عن أسبوع.

12.                        افتقار نقاط التجميع للتجهيزات المناسبة مثل معدات تصفية اللبن ومعدات اختبار التجبن بالغلي، معدات اختبار الكثافة ونسبة الدهن.

13.                        ضعف الأنشطة التعاونية وهيمنة المزارع الحيوانية الصغيرة على الانتاج

الفُرص  Opportunities

1.     يمكن بسهولة إنتاج متطلبات العلف الحيواني مما يزيد إنتاجية الألبان

2.     تعتبر الألبان أرخص مصدر للبروتين الحيوانى.

3.     مراكز جمع الحليب فرصة للقطاع الخاص للاستثمار في سلسلة منتجات الألبان.

4.      إمكانية تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة لإنتاج الالبان على مستوى المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

5.     إمكانية توفير كل من خدمات التلقيح الصناعى والتدريب والإرشاد الفني والخدمات البيطرية والتغذية اللازمة.

6.     فرصة انشاء شبكات الالبان المزودة بمبردات ومستلزمات النقل، واختبارات اللبن، ومراقبة الجودة.

7.     إمكانية الربط بين أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة لانتاج الالبان والمصانع الكبيرة.

8.     إمكانية دعوة الجهات المانحة لتمويل مشروعات انتاج الالبات الصغيرة والمتوسطة مثل ( ARDF- UNIDO).

9.     زيادة الحاجة إلى استهلاك اللبن المعبأ مقارنة باللبن السائب.

10.                        تحول المستهلكين إلى المنتجات المحلية نتيجة لزيادة الوعي الصحي الغذائي.

التهديدات   Threats

1.      المنافسة الكبيرة بين الشركات على مستوى المحلى وعلى مستوى الدول العربية.

2.     التسجيل اﻟﺑطء للشركات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة للالبان.

3.     عدم ملاحقة التغييراات السريعة ﻓﻲ تكنولوجيا انتاج وتصنيع اﻷﻟﺑﺎن.

4.     ارتفاع تكاليف ﻣﻌﺎلجة منتجات البان المستوردة.

5.     ارتفاع أسعار حيوانات اللبن ذات الكفاءة الوراثية العالية مما يحول دون إقبال المزارعين على حيازتها.

وللتغلب على مكامن الضعف والربط بينها وبين الفرص المتاحة لإنتاج الألبان في السودان من الأهمية العمل على:-

1.     إنشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تخدم سلسلة القيمة للألبان.

2.     تقديم الدعم الكافى للأعلاف المصنعة وتوفيرها.

3.     العمل على توفير مستلزمات الإنتاج لصغار المنتجين.

4.     العمل على توفير السلالات عالية الإدرار.

5.     =تحفيز الجهات المانحة والشركاء على توفير القروض الميسرة للمربين.

6.     البحث في زيادة فعالية الوحدات الصحية البيطرية وزيادة عددها وتوفير التحصينات.

7.     البحث عن آلية من خلاله يتم تعظيم الكمية المنتجة من الألبان .

No comments:

Post a Comment