Wednesday, June 15, 2022

إنتاج الالبان

Dairy Production

أ. د. ابراهيم بشارة محمد

كلية الموارد الطبيعية والدراسات البيئية

جامعة كردفان

إنتاج الألبان

عالميا يحتل قطاع الماشية 40% من الناتج الزراعي القومي (AGDP) والمنتجات الحيوانية تعادل ثلث (⅓ ) البروتين المستهلك بواسطة البشر والطلب لهذه المنتجات يزداد بزيادة السكان وزيادة الدخل وتغيير نمط التغذية. يعتبر مجال علوم وانتاج الألبان أحد أهم فروع العلوم الزراعية، إنتاج الالبان هو مجموعة من العمليات المتكاملة، ويقوم بالبحث في تطبيق التقنيات الحديثة في مجال للحصول علي حليب وفير وجيد وتوفير أفضل السبل والإشتراطات الصحية لإنتاج وتصنيع المنتجات اللبنية بصورة تحقق الإكتفاء الذاتي والإمن الغذائي.

 (و إنّ لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما فيبطونه من بين فرث و دم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ) (النحل:66) وقالي تعالي (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} محمد15.

وقال رسول الله صلي الله علية وسلم :( من أطعمة الله طعاماً فليقل اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيراً منه ، ومن سقاه الله لبناً فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإني لا أعلم ما يجزي من الطعام والشراب إلا اللبن(.

يعتبر الحليب الشراب المفضل لدى الكبار والصغار في كل أنحاء العالم، فهو الغذاء الوحيد شبه كامل يحتوي على كل العناصر التي يحتاجها الجسم لنموه وصيانته والمحافظة عليه، مثل البروتينات والسكريات والدهون والفيتامينات والأملاح المعدنية، وبروتينات الحليب هي من النوع الكامل لأنها تمد الجسم بكل الأحماض الأمينية الأساسية التي لا يقدر على تركيبها، لذا يتوجب عليه تأمينها حتماً من طريق الأغذية .

تعريف الحليب:  

الحليب الخام (Raw Milk) عبارة عن الافراز الطبيعي للغدد الثديية (الضرع) الناتج عن الحلب الكامل لأنثى الحيوانات الحلوبة السليمة ظاهريا والخالي من السرسوب (اللبأ)، شريطة ان يتم جمعه بطريقة صحية، دون اية اضافة او نزع لأية مكون من مكوناته وعدم تعريضه لأية معاملة حرارية او تصنيعية. هنالك عدة تعريفات للحليب تتمثل في: 

التعريف القانوني: هو يتعلق باسس صناعة الالبان وتشريعاتها وينص: ان الحليب هو الافراز اللبني  الطازج بعد عملية الحلب الكامل لبقرة واحدة أو اكثر من الابقار السليمة بإستثناء الافراز الحاصل في الفترة مابين 5 ايام قبل الولادة و 15 يوم بعد الولادة

التعريف البيولوجي: الحليب هو عبارة عن افراز الغدد اللبنية لاناث الحيوانات اللبونة لغرض تغذية صغارها

التعريف الفيزكيميائي: الحليب عبارة عن محلول مائي لبعض الاملاح وسكر اللاكتوز تنتشر فيه المركبات الدهنية بصورة مستحلبة كما تنتشر فيه البروتينات وفوسفات الكالسيوم بصورة غروية  والذي لا تزيد الحموضة فيه عن 0.16 – 0.17 %

تعريف تغذوي: هو اكثر الاغذبة اكتمالاً: ويعتبر الحليب اكمل غذاء اذا قورن مع غذاء اخر بمفرده وهذا ما جعل الانسان منذ اقدم العصور يستغل الحيوانات لاستخلاص حليبها لغذائه، فهذه الحيوانات تحول مواد العلف الغذائية المنخفضة القيمة الي مادة حليب ذات قيمة غذائية عالية، واهميته الغذائية لا تتوقف علي احتوائه علي مختلف المواد الغذائية فحسب انما يوفر حاجات الانسان الغذائية بصورة متوازنة.

إنتاج الالبان في العالم والوطن العربي:

انتاج الالبان من الابقار يعتبر مورداً اقتصادياً مهم له دور كبير في جوانب الانتاج الحيواني، حيث تشكل الأبقار أكبر مصدر حليب للإستهلاك البشري في العالم يليها الماعز، الأغنام والنوق.اساسيات انتاج الالبان من الابقار هي نفس اساسيات انتاجه من الضأن والماعز والابل والجاموس. التحدى الأعظم الذى يواجه البشرية الآن هو أثر  تغير المناخ والزيادة السكانية المقرونة بالتغيرات الإقتصادية والمؤسسية على نظم الإنتاج الحيوانى. بما في ذلك نظم إنتاج الألبان فى النظم التقليدية المبنية علي الرعى ، وتحولها الى نظم مختلطة ونظم تقوم أكثر على التكثيف.

تساهم ابقار الحليب بنحو 85- 90% من اجمالي انتاج الحليب العالمي ويأتي حليب الجاموس في المرتبة الثانية بعد حليب البقر بالنسبة لأكثر أنواع الحليب إنتاجاً في العالم، بنسبة أكثر من 12٪ من إجمالي الإنتاج في العالم. وتعتبر الهند من أضخم الدول المنتجة لحليب الجاموس حيث تنتج حوالي 70٪ من الإنتاج العالمي، ثم الماعز والاغنام بنسبة 2% لكل منهما  وفي بعض دول اسيا يتم الحصول علي الحليب نحو: الابقار 51.5%  والجاموس نحو 11.1 والماعز 15.2  و الاغنام 22.2% .

وهذا الارتفاع العالي من الانتاجية يرجع الي الاهتمام بتحسين انتاجية ابقار الحليب خلال سنوات عديدة  وبناء علي هذا التحسين تم تكوين سلالات متخصصة في انتاج الحليب ذات عائد اقتصادي مناسب وتساهم مساهمة فعالة في تلبية احتياجات السكان من البروتين الحيواني وخاصة بروتين الحليب.

ويقدر تعداد الأبقار العالمي  بحوالي  130 مليون راس (1999)  نجد منها حوالي 23% من الابقار في الدول المتقدمة و 77% من الابقار في الدول النامية (14% في افريقيا). تنتج ابقار العالم حوالي 836.5 مليون طن بزيادة قدرها 1% . نصيب الدول المتقدمة حوالي80- 85 % من هذا الإنتاج والــ 15-20 % المتبقية هي نصيب الدول النامية حيث تنتج افريقيا حوالي 2% من الانتاج العالمي ، وهذا العدد لايتناسب مع عدد سكان (2.6 مليار) ثلث السكان في الدول المتقدمة و ثلثي السكان في الدول النامية (اقريقيا 9% من سكان العالم) مما يعني ان الانتاج المتوقع من الابقار في المستقبل لا يتقارن مع احتياج الانسان للبروتين والالبان وتعتبر هذه مشكلة حقيقة وبالاخص في دول العالم الثالث (أكثر زيادة سكانية).

يتوقع انتقال إنتاج الألبان من البلدان ذات الكلفة العالية إلى البلدان ذات الكلفة المتدنية وسيتركز النمو أكثر فأكثر في المناطق التي تشهد طلباً متنامياً على الألبان ومنتجات الألبان ويرجع السبب في زيادة الطلب علي الالبان الي: اولا الي زيادة عدد السكان ثانياً الي التمدن وهجرة السكان الي المدن الكبري وثالثاً الي إنتشار التعليم والوعي الغذائي ورابعا الي زيادة الدخل وتغير نمط الحياة، ونتيجة لذلك، يتوقّع أن ترتفع نسبة إنتاج الألبان في العالم من البلدان النامية.  يتوقّع ارتفاع الإنتاج العالمي للألبان إلى 665 مليون طن، أي بمعدل زيادة سنوية متوسطة قدرها 1.5 في المائة.

يعود السبب في ازدياد إنتاج الألبان إلى انتاج الاعلاف الجيدة وتحسين الرعاية الصحية والادارة الجيدة وتربية ابقار ذات تراكيب وراثية ممتازة وارتفاع عدد الحيوانات الحلوب ، علماً أنّ القسم الأكبر من النمو هو نتيجة ارتفاع الغلال للحيوان الواحد بفضل تحسّن التغذية والتربية.  وفي أفريقيا، يتوقع أن ينمو إنتاج الألبان بمعدل أبطأ من المعدلات المسجلة في الأقاليم النامية الأخرى، مما يدل على وجود ظروف اقتصادية صعبة، ومناخ غير ملائم لصناعة الألبان في بعض البلدان.

صناعة الألبان في الوطن العربي

تنتشر صناعة الألبان في جميع الأقطار العربية كالحليب المبستر والمعقم والاجبان والقشطة والزبد وغيرها. يمتلك الوطن العربي حوالي 40 مليون راس من الابقار الحلابة الا نسبة الابقار التي تحلب تبلغ  نحو 29% ومتوسط انتاج الراس من الحليب خلال موسم الحليب نحو 510 كجم وبمعدل يتراوح بين 200- 1200 كجم في الموسم .  في اقطار الوطن العربي تبلغ مساهمة ابقار الحليب ما بين 25-75 % من اجمالي انتاج الحليب.

تشير إحصاءات المنظمة العربية للتنمية الزراعية بأن إنتاج الألبان في الوطن العربي قد ارتفع بنسبة 54% خلال الفترة 1991-2001 حيث ازداد من نحو 12.6 مليون طن عام 1991 إلى حوالي 19.37 مليون طن عام 2001. وقد واكبت زيادة إنتاج الألبان زيادة في الطلب و زيادة في الاستهلاك نتيجة للزيادة السكانية وزيادة الوعي الصحي، حيث تشير ذات الإحصاءات بان استهلاك الوطن العربي من الألبان ومنتجاتها قد ارتفع من نحو 20.6 مليار طن عام 1991 الى نحو 28.3 مليار طن عام 2001. الا ان إنتاج الوطن العربي من الألبان (ابقار، أغنام، ماعز، أبل) لا يمثل سوى2% فقط من إجمالي الإنتاج العالمي، بينما عدد سكانه 5% من سكان العالم.

وبالتالي ان مقدار العجز في انتاج الحليب بالنسبة لاقطار الوطن العربي  سيبلغ نحو 5.5 مليون طن نصيب الفرد السنوي من الانتاج سيكون نحو72.7 كجم ونصيبه من الاستهلاك الفعلي يقدر بحوالي 101.4 كجم من الحليب.

صناعة الألبان في السودان

اذا نظرنا لمصادر إدرار الحليب فنجد أن الأبقار أهم الحيوانات الاقتصادية من إجمالي الثروة الحيوانية تليها الأغنام ثم الماعز والإبل. حيث يعتبر السودان من الدول الزراعية التي تمتلك ثروة حيوانية كبيرة جداً حيث يبلغ تعداد الابقار 38.3 مليون، وهي تمثل 70% من ابقار الوطن العربي بنسبة النمو السنوي 5.6%

ويعتمد الإنتاج أساساً على المنتج التقليدي الذي يساهم بنحو 90 % من اجمالى حجم الإنتاج. بينما تقدر اللبان المنتجة من الابقار الهجين بحوالي 10%. وقد ساهم انتشار التلقيح الصناعي وتحسين الرعاية الجيدة وتقديم القروض الميسرة للمربيين في زيادة إنتاج الألبان.

 وهذا النوع من مصادر إنتاج الألبان يعيبه تشتت الجهود وخاصة من ناحية البحث العلمي والتنمية وتعاون الظروف الجوية البيئية التي تؤثر علي قدرة الأبقار على إنتاج الحليب، وكذلك فان الإناث المنتجة للحليب تمثل نسبة متدنية من مجموع القطيع، إضافة إلى تدنى إنتاجية الرأس من الحليب مقارنة بالعروق الأجنبية وامتلاك صغار المزارعين لمعظم الحيوانات المنتجة للألبان ولعدم قدرتهم على إجراء التحسينات الوراثية وتقديم الرعاية الجيدة 

قد شهد هذا القطاع نمواً كبيراً خلال السنوات الأخيرة لمواكبة الطلب المتزايد على الألبان ومنتجاتها ولاهتمام بعض من يهمهم الأمر في تنمية وتطوير هذا القطاع الحيوي والهام من خلال إتباع السياسات الهادفة إلى تطوير الإنتاج وتنميته.
وكما تشير ذات الإحصاءات إلى أن إنتاج الألبان في الدول المنتجة الرئيسية (مصر-سوريا –الجزائر –السودان) قد ارتفع هو الآخر خلال السنوات العشرة الأخيرة، حيث ازداد إنتاج السودان من الألبان من نحو 3.4 مليون طن عام 1991 إلى نحو 6.9 مليون طن عام 2001. ففي السودان ارتفع الطلب على الألبان ومنتجاتها من نحو 3.1 مليون طن عام 1991 إلى حوالي 7.1 مليون طن عام   2001نتيجة للزيادة في الاستهلاك نتيجة للزيادة السكانية وزيادة الوعي الصحي.

ويقدر حجم الألبان في السودان ب 7 ملايين طن في العام بقيمة 3.7 مليار دولار ولكن يصعب نقل معظمه أو يتم هدره (المواصفات والمقايسس، 2009).
رغم الزيادات المتحققة في إنتاج الحليب سواء من الأبقار او من الأغنام  والابل إلا أن الكميات المنتجة لا تغطي نصف الاحتياجات الاستهلاكية للمواطنين، لذا تشهد الأسواق استيراد كميات كبيرة من الحليب الجاف (البودرة). يذكر أن السودان يستورد حليباً مجففاً بقيمة 120 مليون دولار، فيما يبلغ الإنتاج المحلي سبعة ملايين طن سنوياً، وتعمل المصانع في الخرطوم بـ 30% من طاقتها التصميمية، ويصل استهلاك الفرد سنوياً بالسودان حوالي 80 لتراً.

بدأ القطاع الحديث للألبان في السودان بمزرعة ألبان ملحق بها مصنع فى عهد الادارة البريطانية تحولت ملكيتها لاحقاً لأسرة كافورى فى عام 1908. يوجد حالياً عدد من المصانع بعضها لايعمل تتراوح طاقتها التصميمية بين 10-100 طن/اليوم ولكن الطاقة التشغيلية لاتزيد عن 8-15 طن /اليوم.

المصنع

ت. الإنشاء

الموقع

الطاقة التصنيعية

الطاقة التشغيلية

ملاحظات

ألبان كافوري

1908-1945

الخرطوم

10

1-2

متوقف

تعاون كوكو

1961

الخرطوم

30

5-10

يعمل

بابنوسة

1970

غرب كردفان

-

-

لايعمل

الابيض

1984

شمال كردفان

20

-

لايعمل

بركات

1981

الجزيرة

20

2-4

يعمل

ديرلاند

1985

الخرطوم

100

2-7

تحت التأهل

بطانة

1984

الخرطوم

60

5-8

يعمل

النيل الازرق-كابو

1987

الخرطوم

30

10-15

يعمل

يمتاز القطاع الحديث ببنية تحتية جيدة تشمل الحظائر الحديثة، المحالب، خزانات تبريد الحليب وتربي فيه سلالات الابقار العالية الادرار توفر لها رعاية بيطرية شاملة تضمن سلامتها وعمالة فنية عالية التدريب تسعي لضمان الجودة فضلاً عن ادارة القطيه وممارسات الانتاج الجيد التى تضمن حليب خام ذو جودة ممتازة منخفض البكتريا، منخفض الخلايا الجسمية وخال من متبقيات المضادات الحيوية. أهم ما يميز القطاع هو تصنيع الحليب الى منتجات ذات قيمة مضافة عالية كالحليب المعقم والحليب الطويل الاجل UHT واللبن البودرة والزبادى وغيرها من المنتجات. كذلك هذا القطاع الادارة الجيدة للتسويق حيث تمتلك الشاحنات المبردة لإيصال المنتج بأحسن حال.

أهمية الحليب :

يعتبر الحليب من المواد الغذائية المهمة جداً للإنسان كما تعتبر مشتقات الحليب مثل الأجبان والألبان أحد الركائز الأساسية في النظم الغذائية المتبعة . مما لاشك فيه  ان الحليب يعتبر من الاغذية الحيوانية التي لها وضع خاص في تغذية الانسان لمد احتياجته من البروتين الحيواني والذي يعتمد عليه بناء الجسم وامداده بالعناصر الهامة الضرورية. من المعروف إن الحليب بجانب طعمه المقبول المحبب الي النفس، يتميز بقيمة غذائية شاملة مقارنة بالمواد الغذائية الأخرى، فهو يقدم العناصر الغذائية الضرورية لجسم الإنسان، لذلك يطلق عليه اسم "الدم الأبيض".

1- أسباب تغذوية: يحتوي اللبن علي كل العناصر الغذائية الضرورية للانسان:

المكون

حليب طبيعي

اللبأ

ماء

87.25

71.01

دهن

3.80

5.10

كازين

2.9

5.08

البيومين وجلوبيولين

0.6

15.56

لاكتوز

4.80

2.24

املاح

0.65

1.01

 

ولان غالبية من السكان تعتمد علي الحبوب في الغذاء وهي تعتبر ناقصة في قيمتها الغذائية لذا تكمل ببعض المواد الغذائية الموجودة في اللبن. ويمتاز بانه غذاء اقتصادي، حيث يحتل الحليب المرتبة الثالثة من 20 غذاء وصت بهم وزارة الاغذية والزراعة الامريكية.

 تناول 250 جم يومي يكفي : لسد احتاج الصغار لمدة 6 سنوات واكثر من 60% من الاحتياج للنمو حتي عمر 14 سنة ،  اما في عمر 14-20 تغطي نصف احتاجات البروتين اليومية، تفي باحتياجات الحوامل والمرضعات و للاطفال حتي عمر 10 سنوات، إحتواء الحليب علي البروتين الذي يحتوي علي معظم الاحماض الامينية الضرورية ويوفر فتامين الريبوفلافين و فتامين أ .

فيلبغ مقدار ما يوفره كيلو جرام منه من الاحتياجات اليومية لشخص 70 كجم وعمره 45 سنة يبذل مجهود عضلي عادي نحو 35 % طاقة حرارية، 61% من البروتين ، 24 % كالسيوم ، 84 % فسفور و34% فيتامين أ و120 % فيتامين ب2 و90% فيتامين سي .إن تناول كوباً من الحليب ( نحو 0.25 لتر )

يزود الجسم بنسبة عالية من احتياجات الجسم اليومية من البروتين والفيتامينات والمعادن كالآتي: 17%من احتياج جسمك اليومي من البروتين ،     29% من الكالسيوم   ،  25 % من الفسفور ، 25% من فيتامين ( D )، 15% من فيتامين ( B12 )

2.     الحليب أفضل وأرخص مصدر للغذاء ليمد الجسم بإحتياجاته اليومية

3.    مقبولة بسهولة لدي جميع الاعمار في المناطق الريفية والحضرية.

4.    الحليب ومنتاجات الحليب تحتوي علي العناصر الغذائية الاساسية لجسم الانسان الضرورية للنمو.

5.    الحليب مصدر لكثير من الصناعات التحويلية وبالتالي يوفر فرص عمل للكثيرين مما يزيد دخل الافراد.

6.    اسباب اقتصادية: وذلك لان استيراد الالبان يتطلب عملة صعبة مما يخلق نوع من الاستثمار الداخلي في الالبان.

مميزات تربية أبقار الحليب: الدور الاقتصادي للماشية ورفاهية البشر

هنالك مساحات واسعة جدا لا يمكن استغلالها لأنتاج غذاء الأنسان إلا بتربية الماشية. وهذه المساحة تزيد عن 40% من مساحة اليابسة والتي تشمل المناطق المدارية وشبه المدارية الجافة، والمناطق الجبلية والمرتفعات والمناطق الباردة جداً. حيوانات المرعي تستغل الاعشاب المحلية لتحويلها لغذاء الانسان وهذا يعني أنهم يستغلون الاراضي غير المناسبة لزراعة المحاصيل وبالتالي لايضايقون منتجي الغلال وبذلك لا يؤمنون الغذاء في المناطق الهامشية فقط بل يمؤلون الانتاج والخدمات لقطاع واسع من المجتمع.

هنالك عوامل مشجعة لصغار المربين والبدو للاحتفاظ بسلالاتها منها الوصول إلى الماء والكلأ، والشعور بالغيرة، وتوفير الخدمات الصحية والارشادية المناسبة والتسويق والسياسات الملائمة.

تعتبر تربية ابقار الحليب من اقدم الصناعات الزراعية في تاريخ الانسان ولقد حدث تقدم كبير في ذلك النوع من التربية خلال القرن الحالي وذلك باتباع القواعد العلمية في تربية وسياسة وتغذية وصحة الحيوان بجانب الاهتمام بنظافة الحليب ومنتجاته من الوجهة الصحية. وتعود هذه التربية علي القائمين بها بعدة فوائد ومزايا تتلخص في:

1-   تعتبر ابقار الحليب مصدراً للحصول علي الحليب ذو القيمة الغذائية العالية.

2-   تستهلك ابقار الحليب كميات كبيرة من الاغذية المالئة الرخيصة الثمن(60% من الغذاء المستهلك بواسطة الابقار) مقارنة بالمركزة الغالية الثمن.

3-   ابقار الحليب ذات كفاءة تحويلة عالية في تحويل المنتجات الثانوية المتخلفة عن المطاحن والمصانع والغير صالحة للاستهلاك بواسطة الانسان وفي تحويل مواد العلف و للمواد الغذائية القليلة القيمة الغذائية الي مواد اولية عالية القيمة الغذائية.

4-   ابقار الحليب المتخصصة اكثر حيوانات المزرعة انتاجاً اذا قورنت بابقار اللحم او غيرها(تنتج 4000 كجم لبن/السنة توفر مواد غذائية تعادل نظيراتها المتحصل عليها بعد  ذبح اثنين من العجول اجمالي  وزنهما 1000كجم)+ انتاج مستمر لعدة اعوام.

5-   مصدر للحصول علي كل من الحليب و الدهن واللحم

6-   تلعب ابقار الحليب دورا هاما في المحافظة علي اقتصاد زراعي قوي فمبيعات الحليب تاتي في المقام الاول من بين المدخلات الزراعية الاخري بالاضافة الي ان ابقار الحليب توفر اضعاف قيمتها في المزرعة كمدخل للاعمال التجارية ذات العلاقة بالصناعات المهتمة بتصنيع وتوزيع كل من المدخلات التي تباع لمنتجي الحليب ومنتجاته التي يسوقونها

7-   ابقار الحليب لا تنافس الانسان علي الغذاء الضروري حيث تستغل السليلوز ومصادر النتروجين الغير بروتينية التي لا يستطيع الانسان استعمالها + مخلفات المصانع والمزارع.

8-   الدورة العادية لراس المال سريعة لان انتاج الحليب يومياً  ويباع كما هو او يصنع الي المنتوجات الاخر الامر الذي يترتب عليه ضمان استقرار الدخل بالنسبة لمربي ابقار الحليب في حين يتحصل مربي ابقار اللحوم علي غالبية دخله عند تسويق العجول بمعدل مرة او مرتين في السنة (ضمان استقرار الدخل)

9-   تحتاج ابقار الحليب الي كثير من العاملة المتعلقة بالعمليات اليومية والدورية في تربيتها وكذلك العمالة اللازمة لتصنيع الحليب الي منتجات مما يجعل ابقار الحليب من افضل الحيونات في الاستغلال الحيواني وعلي استيعاب اعداد كبيرة من الايدي العاملة (رعي + حليب + تصنيع)

10-                      تربية ابقار الحليب تزيد من خصوبة التربة (سماد الروث+ زراعة محاصيل بقولية)

معوقات انتاج الالبان في السودان

بالرغم من مميزات تربية ابقار الحليب العديدة الذكر و من الثروة الحيوانية الهائلة في السودان والتي تتجاوز 138 مليون راس من الانعام موزعة في انحاء السودان المختلفة والتي من المفترض ان تشكل أكثر مصدر امن غذائي للمواطن اذا ما وزع مقارنة مع الامكانيات العالمية (نصيب الفرد 4 من هذه الحيوانات). أجملت المنظمة العربية للتنمية الزراعية مشاكل ومحددات إنتاج وتصنيع وتسويق الألبان في السودان في مجموعة المحاور وقد تكون العقبات والمشاكل متداخلة ويمكن ان تؤثر على الكفاءة التشغيلية والانتاجية فى المزارع الصغيرة،  تم تصنيف هذه العقبات الى اربعة مجموعات:

المجموعة الاولي :العقبات الفنية Technical constraints  وتشمل:

1.    إنتاج الأعلاف والتغذية

2.    صحة الحيوان

3.    التربية والتحسين الوراثي.

4.    الخدمات المساندة:

1.4           معوقات التسويقية

2.4           المعوقات الادارة

3.4           معوقات العمال

4.4           معوقات في البنيات الاساسية

5.4           معوقات محدودية المعرفة وانخفاض المستوي التكنولوجي

6.4           معوقات ادارية وتشريعية والتنظيمية.

المجموعة الثانية: العقبات الإقتصادية والتمويل

المجموعة الثالثة: العقبات البيئية والطبيعية

المجموعة الرابعة: العقبات الإجتماعية والعادات والتقاليد

المجموعة الاولي :العقبات الفنية

1.    معوقات التغذية (الموارد العلفية):

نجد ان الأعلاف تشكل اكبر عائق أمام تنمية الثرة الحيواني وقد لعبت العوامل البيئية دورا هاما في الحد من إنتاج الأعلاف. بالرغم من المساحات الشاسعة التي تحتلها الاراضي الرعوية الا ان تذبذب معدلات الامطار ادي الي انخفاض الغطاء النباتي أو اختفاء انواع كثيرة من النباتات الحولية الجيدة القيمة الغذائية. وازدهار انواع اخري اقل في القيمة الغذائية،وفي بعض المناطق اختفي الغطاء النباتي تماماً وساد التصحر والجفاف ( 26%). هنالك العديد من العوامل الأخرى التي تساهم في اتساع الفجوة بين موارد الأعلاف المحلية والاحتياجات الغذائية للثروة الحيوانية أهمها:

1-   تتصف المراعي الطبيعية بانخفاض في إمكاناتها الإنتاجية من المواد العلفية نتيجة لسوء إدارتها واستخدامها وقد أدى ازدياد الحمولة الرعوية والرعي المبكر والجائر قطع الأشجار واقتلاع الشجيرات وعدم وجود سياسات شاملة لصيانة وتحسين المراعي إلى سيادة النباتات غير المستأنسة وتعرية التربة وانتشار التصحر في مناطق شاسعة من مناطق المراعي.

2-   الافتقار إلى التكامل في تخطيط وتنمية مشاريع الإنتاجين النباتي والحيواني وسيادة النظم التقليدية في نظم الانتاج وما يتبعها من انخفاض مردود وحدة المساحة وعدم الاستفادة من المخلفات الزراعية في تغذية الحيوان ويضاف الى ذلك ان ندرة المياه من جهة والنظام السعري السائد من جهة اخرى لا يسمحان في التوسع بإنتاج الأعلاف التي لاتستطيع منافسه المحاصيل النقدية اذا لم يتم إدخال تربية الحيوان في المناطق الزراعية.

3-   اعتماد الانتاج الحيواني المكثف اعتمادا كبيرا على الأعلاف المستوردة التي تخضع لتقلبات كبيرة في أسعارها ومدى توفرها.

4-   عدم الاستفادة من الموارد العلفية غير التقليدية المتاحة.

5-   اضافة الي ذلك فان عدم الاستغلال الامثل للقطاعين المروي والمطري لانتاج الاعلاف الخضراء وعدم الاستغلال الامثل لمخلفات التصنيع الزراعي حيث ادي تصدير جزء كبير منها مثل المولاص والامبازات وكسب الفول والقطن والسمسم  ادي الي ارتفاع اسعارها مما تعذر معه استخدامها بطريقة صحيحة في التربية الغذائية لحيوانات المزرعة.

2.    المعوقات الصحية: بالرغم من ان هنالك تطور نسبي في النشاط البيطري وارتفاع عدد العاملين في قطاع صحة الحيوان من اطباء وفنيين وعمال مهرة والتوفير النسبي للامكانيات والتي مكنت من انتاج اللقاحات والامصال محلياً الا ان السيطرة علي الامراض الوبائية ما زال قائماً وتهدر بالثروة الحيوانية.

  1. المعوقات في القدرات الانتاجية والتحسين الوراثي للحيوانات: بالرغم من هذا العدد الهائل من هذه الحيوانات لكنها تتصف تدني الكفاءة الإنتاجية للسلالات المحلية كماً ونوعاً إنخفاض معدلات الخصوبة، مما يجبر السودان لسد الفجوة من انتاج هذ الحيوانات من مصادر اخري خصوصاً قطاع الالبان. يذكر هذا من العوامل المحددة لتنمية الثروة الحيوانية بينما هو في الواقع محصلة لتداخل تأثير العوامل السابقة مجتمعة على الحيوان ومعدلاته الإنتاجية.

 تدني الكفاءة الإنتاجية للسلالات المحلية بالقطاع الرعوى بسبب ضعف الموروث الجينى للسلالات المحلية أحدي معوقات إنتاج الألبان فى المناطق المدارية.  تتميز معظم أنواع وسلالات الحيوانات المحلية من نوع الابقار المدارية Bos indicus  بمقدرتها المحلية على التأقلم مع العوامل البيئية نسبيا بالمقارنة مع الحيوانات المحسنة التي قد لا تستطيع مجرد العيش تحت ظروف قوة البيئة والترحال المستمر ونقص الأعلاف والافتقار إلى الخدمات ويعتمد نجاح تربيتها محليا على توفير نظم الانتاج المكثف التي تتميز باحتياجها إلى استثمارات ضخمة. ومع ذلك فانتاجها من الحليب ضعيف ويكتمل نموها فى وقت متاخر وعادة لا تدر الحليب ما لم يتم تحفيزها بواسطة رضاعة صغارها. تتميز السلالات المحلية بمقدرتها على الاستجابة لتحسين الظروف البيئية مما يسمح بظهور طاقاتها الوراثية الكامنة كما دلت التجارب العلمية على أن العديد من السلالات المحلية قادرة على الاستجابة للتحسين الوراثي وقد نفذت مراكز البحوث الحيوانية عددا من المشاريع في هذا المجال اثبت كفائتها الوراثية لزيادة الانتاجية.

ان عدم معرفة التركيبة أو الهوية الوراثية للماشية السودانية جعل من العسير إتباع طرق تربية أو تحسين بطريقة صحيحة من اجل الاستفادة من هذه المجموعات أو الفصائل المحلية للماشية السودانية بغرض محدد مثل إنتاج الالبان أو اللحوم. ومن المعروف ان الابقار والماعز المحلي قدراته الوراثية محدودة جداً في إنتاج اللبن كما ان هنالك مشاكل اخري في العمر عند البلوغ والولادة مقارنة بالفصائل الاجنبية.فمثلاً الابقار التي يمتد عمر البلوغ عندها الي مابعد الثلاثة اعوام وعند الذكور لاكثر من ذلك وغير منتظمة الانجاب  غالباً ما تكون فترات الادرار قصيرة وامكانيات التسمين ايضا محدودة.

4.    معوقات الخدمات المساندة:

1.4 معوقات التسويقية: أهمها بعد مناطق الإنتاج عن مناطق التسويق، ضعف البنى التحتية (الطرق، النقل، مواد التعبئة والتخزين والتبريد)، هيمنة الوسطاء أدت الى إرتفاع الهوامش التسويقية الى حوالى 50%، تخلف الوظائف التسويقية مثل التصنيف والتعبئة والتغلف والنقل يؤدى الى رداءة المنتج وزيادة الفاقد. إرتفاع أسعار الألبان الطازجة ومنتجاتها بالنسبة للمستهلكين، غياب مراكز تجميع الألبان أدي الى إنخفاض كفاءة العمليات التسويقية، الرسوم الجمركية على معدات وماكينات تصنيع وتعبئة الألبان يزيد من أسعار الألبان المصنعة وأخيرا غياب الدعم لصغار المنتجين.

2.4 المعوقات الادارة: تربية ابقار الحليب تستدعي ادارة ناجحة مدربة تدريباً عالياً وكلما كبر حجم الاستثمارفي انتاج الحليب كلما اصبح هذا العامل اكثر اهمية. فيجب ان يكون القائم علي ادارة مزارع ابقار الحليب ملماً الماماً كافياً بالعلوم الاساسية بتربية وفسيولوجيا وتغذية الحيوان وادارة الاعمال كما يجب ان تكون له شخصية قوية قادراً علي تحقيق انتاج اقتصادي مناسب.

3.4 المعوقات العمال : ان الحصول علي العمال ذوي الخبرة والمهارة في تربية ابقار الحليب يعتبر امراً صعباً وشاقاً فمن السهل جداً لعامل عديم الخبرة ان يتلف ضرع بقرة حلابة جيدة وان تعليم عمال لم يمارسوا صناعة تربية الابقار ليس من الامور السهلة.

4.4 المعوقات في البنيات الاساسية: تتمثل هذه المشاكل في الاتي: قلة وسائل النقل البري والنهري والجوي ومحدودية حركتها. وعورة الطرق وعدم وجود الطرق المعبدة وخاصة ان المناطق الرئيسية بعيدة من مواقع الاستهلاك ومدن التصدير. ضيق سعة وسائل لتخزين الحليب. ومحدودية مصادر الماء(ابار- حفائر- دوانكي ...الخ) في الطرق التي تسلكها الحيوانات المرحلة وضعف وانعدام وسائل الاتصال.

Farmer

 

5.4معوقات محدودية المعرفة وانخفاض المستوي التكنولوجي: نقص سبل المعرفة للمزارعين وقلة مهارة المرشد في نقل التقنية الحديثة

 

 

 

 


بالرغم ما ذكرنا من تطور نسبي في اعداد الخبرات العلمية المختلفة (بياطرة وفنيين وعمال مهرة وزراعيين) الا ان هذا لم يحدث التغيير المطلوب، وذلك للاتي:

1-   محدودية البحث العلمي في مجال الانتاج الحيواني عموماً وخاصة في جوانب صحة الحيوان والتغذية وتحسين النسل.

2-   عدم المواكبة واستخدام الوسائل العلمية والتكنولوجية المتطورة في العمليات المختلفة.

3-   بعد انسان الريف المنتج للثروة الحيوانية عن دائرة التطور والمعرفة.

4-   غياب أو عدم تفعيل برامج الارشاد البيطري ساعد كثيراً في تفاقم هذه المشاكل.

6.4 معوقات ادارية وتشريعية والتنظيمية:  أهمها ضعف القوانين والتشريعات اللازمة لضبط جودة الألبان ومنتجاتها، غياب اللوائح القانونية التى تحدد شروط ومواصفات وتصميمات مصانع الألبان، عدم تقيد المصانع بالمواصفات القياسية المحددة، عدم وجود تشريعات تنيظم وتقنين انتاج وتسويق وتداول اللبن وتحديد درجات الجودة مما يترك روح المنافسة.

اي عدم وجود الاسلوب تسويقي منظم بين المنتج والموزع والمستهلك مما ينشأ عنه التأثير الاحتكاري لفئة قليلة من التجار والسماسرة( قلاجة) وبالتالي قيام الباعة المتجولون ببيع الألبان دون رقابة صحية وإدارية صارمة وتفرق آليات الرقابة على عدد من الهيئات. الرسوم والضرائب المالية في المنشأ والطرق والاسواق.

وفي كثير من الأحوال يتم تنفيذ المشروعات بطريقة مشتتة وودون توفر المعلومات الكافية عن الجوانب الفينة والاقتصادية المتصلة بها وقد تنفذ بعض المشاريع لاعتبارات سياسية على حسب الجدوى الاقتصادية المتصلة بها

المجموعة الثانية: العقبات الإقتصادية والتمويل

ضخامة راس المال المستثمر في شراء الارض واقامة المباني والمعدات والالات والابقار وقد يصل هذا الاستثمار الي ضعف او اكثر من ضعف حجم الاستثمار المطلوب في ابقار اللحم وعدم حماس كل من المستثمر المحلي والعالمي(ناتج من ضعف مقومات الاستثمار[البنيات الاساسية].

المجموعة الثالثة: العقبات البيئية والطبيعية

أهمها تدهور المراعي الطبيعية نتيجة للجفاف حيث تشكل المناطق الجافة وشبه الجافة النسبة العظمى من مساحة االسودان وتتميز هذه المناطق بدرجة الحرارة العالية و الرطوبة ، قلة معدلات هطول الأمطار، ندرة موارد شرب الحيوان وعدم انتظام توزيعها و ندرة موارد المياه للأغراض الزراعية ، الرعى الجائر، وإنتشار الحشرات والآفات كالقراد.

المجموعة الرابعة: العقبات الإجتماعية و العادات والتقاليد:

ويتميز نظام تربية الحيوان السائد في المناطق الجافة وشبه الجافة باعتماده على الترحال الموسمي , وينعكس علي هذا النظام الاتي:

1-   بعد الاعداد الضخمة من الحيوانات من دائرة الاقتصاد حيث ما زال الحيوان لدي القبائل مصدر للمكانة الاجتماعية وليمدهم فقط بالبن واللحم ، فضلاً عن نمو القطيع وارتفاع اعداده علي المراعي الطبيعية المتاحة.

2-   الحركة الدائمة للقطعان.

 وبالتالي تؤثر العوامل الجغرافية والبيئية علي النشاط الانتاجي للحليب ، والتي تكتسب في ظل هذا النمو معني اجتماعي تفرضه طبيعة القبائل المترحلة. ويترتب علي ذلك ان يتأثر انتاج الالبان بعديد من الاعتبارات القتصادية والاجتماعية وان تتسم بموسمية واضحة ترتبط بموسمية حركة القبائل وتنعكس آثارها علي النظام التسويقي كله.

3-   رداءة السلالات مع اختلاف الهدف من تربية الحيوان (المكانة الاجتماعية Prestige  - اللحوم - للجرو السحب  - السماد الالبان)

كيفية زيادة انتاج الالبان:

تعتبر تنمية الثروة في السودان امراً ضرورياَ تحتمه الحاجة الماسة الي تغطية النقص في المنتجات الحيوانية وفي ظل سياسة الامن الغذائي التي توليها حكومة اكبر عناية واهتمام يتطلب الامر تضافر الجهود نحو التوسع في الثروة الحيوانية لمواجهة وسد الفجوة الغذائية من الحليب ومنتاجاته للأعداد المتزايدة من السكان وخفض الضغط علي ميزان المدفوعات عن طريق تقليل حجم الاستيراد من المنتجات الحيوانية المختلفة.

تتمتاز الابقار المحلية ببعض الصفات التي تؤهلها للمعيشة تحت الظروف البيئية المحلية القاسية، وذلك لقابليتها علي تحمل الحرارة ومقاومتها لبعض الامراض ولكن بالرغم من ذلك تتصف هذه الابقار بانخفاض انتاجيتها من الحليب واللحم ويعزي ذلك لعدة عوامل منها عدم كفاية الاعلاف ورداءة نوعيتها وعدم الاهتمام بالرعاية الجيدة ومكافحة الامراض كما انها لم تحظ باي نوع من الانتخاب بغرض تحسين تراكيبها الوراثية. وقد ترتب علي ذلك قصور الانتاج عن تلبية الطلب علي الحليب وإتساع الفجوة بين الانتاج والطلب في الحليب ترجع الي زيادة معدلات الطلب وانخفاض معدلات الانتاج واتساع معدلات الطلب يعزي الي زيادة عدد السكان وزيادة دخل لافراد وارتفاع معدل التحضر. ويرجع سبب انخفاض الانتاج المحلي الي ان الانتاج يعتمد علي زيادة عدد الحيوانات وليس علي اساس التحسين الوراثي.

ورغم الأهمية التي يحتلها قطاع إنتاج وتصنيع الألبان فانه لم ينل القدر الكافي من الرعاية والعناية من اجل النهوض به ليواكب قطاعات الإنتاج الزراعي الأخرى. ومازال يعاني بعض المعوقات التي تعطل تنميته وتطويره والتي تتمثل في محدودية الإنتاج. عموماً أن زيادة الانتاج الحيواني يمكن ان تتم بزيادة عدد الحيوانات المنتجة (توسع افقي) أو زيادة انتاجية الراس الواحد (توسع راسي) أو الاثنين معاً. للتوسع الافقي لابد من :

1.    توفير الارض الزراعية والاعلاف الخضراء

2.    وفرة الاعلاف المركزة

3.    السيطرة علي الامراض الوبائية الفتاكة.

يمكن زيادة انتاجية الراس الواحد بتحسين بيئة الحيوان من خلال: إدارة ورعاية وتغذية وصحة حيوان أو عن طريق التحسين الوراثي

 ان زيادة انتاج الحليب من الابقار عن طريق زيادة اعدادها ليس من المتيسر تحقيقه نظراً للمساحة المحددة من الرقعة الزراعية وعدم امكانية زيادة المساحة المزروعة بالاعلاف حالياً لاتباع دورة زراعية معينة تحتل فيها بعض المحاصيل الزراعية مساحات كبيرة الامر الذي يتحتم اتباع سياسة التوسع الراسي عن طريق رفع الكفاءة الانتاجية للابقار المحلية. هنالك ثلاثة طرق تربوية لرفع انتاج الحليب من الابقار:

1.    الانتخاب الوراثي داخل السلالات المحلية ذات المميزات الاقتصادية تحت خطة للتحسين الوراثي لتبقي نقية.

2.    استيراد واقلمة الانواع الاجنبية المتخصصة في انتاج الحليب وتربيتها بحالتها النقية وسوف يجري بداخلها الانتخاب الوراثي للابقار الاكثر انتاجية تحت البيئة المحلية.

3.    تدريج و تحسين السلالات المحلية بنوع اجنبي او اكثر يثبت انه ملائم البيئة  ويمكن تكوين سلالة جديدة عن طريق الخلط مع بعض السلالات الاجنبية والانتخاب فيما بعض داخل الخطان.

4.    الاهتمام بتغذية الحيوانات تغذية صحيحة ومتزنة وتغطيه الاحتياجات الحافظة والانتاجية للحيوان .

5.    تحصين ووقاية الحيوانات من الأمراض التي تؤثر على انتاجية هذه الحيوانات

التحسين الوراثي يواجه صعوبة بسبب :

ان 90% من الثروة تحت سيطرة قطاع رعوي تقليدي، مما يصعب معه حفظ سجلات دقيقة وهي الاساس في التحسين، كذلك يحب تقسيم القطر الي مناطق بيئية حسب نوعية الابقار لان كل منطقة يجب ان تحظي ببرنامج للتحسين الوراثي يتناسب مع نوعية المرعي فيها لينحصر التحسين في محطات ابحاث الانتاج الحيواني ومناطق غرب السودان وحول المدن والمشاريع الزراعية ، بهذه الطريقة يمكن ان نصل الي بقرة سودانية لها المقدرة علي تحمل الظروف المناخية والطبيعية السائدة ولها المقدرة علي الانتاج .

لقد فكر المهتمون بتربية الحيوان الزراعي في استيراد سلالات معينة من ابقار الحليب القياسية لتربيتها بحالة نقية في حين فكر البعض الاخر في خلط الابقار الاجنبية بالابقار المحلية بغرض تدريج الاخيرة الي مستوي السلالات الاجنبية وتعددت هذه الاهتمامات والاراء. يمكن تلخيص الاغراض التي هدف الباحثون والمهتمون بتربية الحيوان الي تحقيقها من ادخال ابقار الحليب الاجنبية فيما يلي:

1.    دراسة مقدار تاثير الصفات الاقتصادية المختلفة لابقار الحليب الاجنبية التي يتم استيرادها بظروف البيئة السائدة ودراسة الانتاج خلال المواسم المختلفة، نسبة الدهن، العمر عند اول ولادة ، نسبة النفوق ، سرعة النمو والخصوبة علاوة علي صفات اقتصادية اخري مثل طول فترة الجفاف وطول الفترة بين الولادتين وذلك تمهيداً للحكم علي مدي تاقلم ونجاح تربية هذه السلالات بصورة نقية من عدمه.

2.    دراسة تاثير تدرج سلالات الابقار المحلية بسلالات اجنبية واثر هذا النظام من نظم التربية الخارجية في الاجيال المختلفة علي الصفات الاقتصادية في الحيوانات الناتجة لتجديد ومعرفة انسب جيل من الاجيال المدرجة مقدرة علي التاقلم والانتاج بصورة اقتصادية تحت ظروف البيئة السائدة.

3.    مقارنة الابقار السودانية وابقار الحليب الاجنبية والمستوردة والحيوانات المدرجة من حيث صفاتها الانتاجية المختلفة لتحديد ومعرفة موقف  كل منها بالنسبة للاخري والحكم علي مدي اقلمتها واستجابة كل منها للمعيشة والانتاج بصورة اقتصادية.

ومما هو جدير بالذكر ان رفع مستوي الانتاج الحيواني باستيراد ابقار الحليب الاجنبية يتوقف علي عاملين احدهما ملاءمة الظروف الجوية والاخر مستوي الادارة والتغذية والايواء والرعاية. فهذه السلالات نشات في مناطق درجة حرارتها صيفا وشتاءاً بين 25-65 ف وعلي ذلك فنعدما ينتقل الحيوان من البيئة المثلي التيعاش فيها الي بيئة اخري مخالفة عنه يجد نفسه في ظروف غير ملائمة وتبعاً لذلك فان البيئة تتدخل في النشاط الفسيولوجي الطبيعي للجسم ومدي ملاءمة ابقار الحليب الاجنبية لظروف بيئية معينة له تاثير واضح علي مدي الكفاءة في الانتاج. ويكون الحيوان متاقلماً اذا اتفق وجوده في المنطقة مع الظروف والاحوال العامة السائدة فيها فلكل حيوان مجال بيئي مناسب يتمكن فيه من تحمل الحرارة والرطوبة والعوامل البيئية الاخري قاذا كانت الظروف السائدة غير مناسبة للحيوان فانه لا يتسير له المعيشة والانتاج بصورة مريحة واقتصادية والعكس حينما تكون الظروف مناسبة وعادة ما يكون هناك عامل واحد من عوامل البيئة او عدد قليل منها ذات اثر فعال بينما توجد عوامل اخري مناسبة وفي هذه الحالة يصبح ذلك العامل او العوامل القليلة محددة لاقلمة وانتشار السلالة من الابقار في ذلك الوقت.

الشروط الاساسية لقيام صناعة وانتاج الالبان:

1-   وجود ابقار ذات انتاجية عالية

2-   استمرارية في توفر الاعلاف

3-   توفر مستوي عالي من الرعاية الصحية.