Wednesday, June 15, 2022

إنتاج الالبان

Dairy Production

أ.د.ابراهيم بشارة محمد

جامعة كردفان— كلية الموارد الطبيعية والدراسات البيئية

أنواع مزارع الالبان (نظم الانتاج)

مزارع الالبان هي إحدى أنواع المؤسسات الزراعية أو التي تقوم على تربية الحيوان، بهدف إنتاج الألبان لفترات طويلة، عادة من الأبقار الحلوب وأيضًا من الماعز والأغنام و الإبل، حيث تتم معالجتها في موقع المزرعة أو تُنقل إلى أحد مصانع منتجات الألبان لمعالجتها وبيعها بالتجزئة في نهاية الأمر.

أنظمة تربية البقر الحلوب هي جميع نظم إنتاج الماشية التجارية حيث تشمل أهداف عملياتها بعض أو جميع أعمال تربية  توالد  وإدارة شؤون الماشية المعدة لإنتاج الحليب.

كانت مزارع الألبان جزءًا من الزراعة لآلاف السنين. وعلى مر العصور أصبحت جزءًا واحدًا من المزارع الصغيرة المتنوعة. وفي القرن الماضي أو في وقت قريب من ذلك، ظهرت مزارع أكبر حجمًا تتخصص فقط في إنتاج الألبان. ولا يمكن استمرار مزارع الألبان كبيرة الحجم إلا في حالة إنتاج كميات كبيرة من اللبن لإنتاج منتجات ألبان أكثر دوامًا مثل الجبن والزبد، إلخ، أو في حالة وجود سوق كبيرة حيث الأفراد الذين يمتلكون نقودًا لشراء اللبن ولا يمتلكون أبقارًا.

قد نشأت مزارع الألبان المركزية كما نفهمها الآن بشكل أساسي حول القرى والمدن حيث لا تتوفر لدى السكان إمكانية امتلاك أبقار بسبب ندرة الأراضي العشبية. فبالقرب من المدينة، يستطيع الفلاحون جني مزيد من الأموال عن طريق الحصول على مزيد من الحيوانات وبيع اللبن في المدينة. قد يملأ فلاحو مزارع الألبان براميلاً باللبن في الصباح ويجلبونها إلى السوق في عربات. وحتى أواخر القرن التاسع عشر، كانت الأبقار تُحلب يدويًا. في حالة تتواجد المئات من الأبقار لان يكون الحلب اليدوي ذو فاعلية لانه  لا يُتوقع من حلاّب واحد أن يحلب أكثر من دستة أبقار يوميًا.

بالنسبة لمعظم القطعان، يحدث الحلب مرتين يوميًا  داخل الحظيرة حيث تقيَّد الماشية بالحبال من عنقها أو تثبت بواسطة دعامات عمودية. وقد يقدم لها العلف أثناء الحلب في الحظيرة على الرغم من تقديم العشب لغالبية المواشي المنتجة للألبان أثناء اليوم بين مرات الحلب.

هناك عدة مبررات للإهتمام بقطاع الألبان في السودان أهمها وجود أعداد كبيرة من قطعان الأبقار المنتجة للحليب مع وفرة في نباتات وحشائش المراعي ومخلفات الإنتاج الزراعي والصناعى. تطوير هذا القطاع سيعمل على تشغيل مصانع الألبان المعطة وخفض فاتورة إستيراد الألبان المجففة. يعتبر هذا القطاع أفضل وسيلة لخفض الفقر وزيادة دخل صغار المنتجين.

 يتم إنتاج الألبان ومنتجاتها على النظم والقطاعات التقليدية و الحديثة.ويعتبر القطاع التقليدي المصدر الرئيسي لإنتاج الألبان ومنتجاتها بنسبة تفوق 90%. أن أكثر أماكن تواجد المجترات في الدول النامية هى فى أنظمة الزراعة المختلطة وهذه تقدر بأنها تزود السوق بنحو 65% من لحوم الأبقار و69% من لحوم الأغنام و 92% من ألبان الأبقار، ففوائد التامل بين إنتاج المحصول والماشية معروف منذ القدم، فبينما تستخدم المحاصيل وبقاياها كغذاء للحيوان ، فأن الحيوان يزود المزارع بخدمات الجر، الحرث ، السماد والغذاء ، كما أنه يمثل مصدراً للمدخرات أو التامين وهو فى ذات الوقت يمثل تنوعاً لمصادر الدخل وخفضاً للمخاطر.

العوامل المؤثرة  علي تحديد انظمة تربية الحيوان الحليب:

1-    البيئة المتاحة

2-    النشاط الزراعي

3-    كثافة السكان

4-    العادات والتقاليد الثقافية

5-    درجة النمو الاقتصادي

6-    توفر البنيات الاساسية

الأنظمة التجارية لمزارع تربية البقر الحلوب

يمكن تربية البقر الحلوب في المزارع داخل حظائر أو في المراعي أو في نظام مختلط يجمع الإثنين معاً

1. التربية داخل الحظائر

توضع الأبقار على أرضية من الخرسانة داخل حظائر أو في الهواء الطلق  حيث يؤمن الإنسان جميع احتياجاتها الأساسية مثل االعلف والماء والمأوى. ويعتمد هذا النوع من السكن  على البيئة والظروف المناخية ونظام التربية. وتكون الحيوانات ضمن داخل الحظائر مربوطة أو حرة.

2 . التربية في المراعي

تعيش الأبقار ضمن هذا النظام في الهواء الطلق حيث تتمتع ببعض الاستقلالية  في اختيار الغذاء والماء واللجوء إلى مأوى. ولا يتطلب نظام التربية في المراعي أي مبنى سكني باستثناء ما هو ضروري لجمع الحليب.

3.  نظام التربية  المختلط

تعيش الأبقار ضمن هذا النظام  المختلط  داخل زرائب وخارجها إما في وقت واحد أو وفقاً  لحالة الطقس أو الوضع الفيزيولوجي للأبقار

1-    النظام الرعوي التقليدي: Traditional system

تربى الماشية فى السودان بشكل رئيسى بواسطة الرحل والمجموعات التى تعتمد الزراعة والرعى معا (شبه الرحل)، وهو النظام الأكثر انتشارا في السودان ويعتبر القطاع التقليدي المصدر الرئيسي لإنتاج الألبان ومنتجاتها بنسبة تفوق 90% حيث تتركز معظم الثروة الحيوانية ويقتصر علي  الترحل الدائم أو الموسمي بحثا عن الكلأ والماء.  وهو القطاع الاكثر إنتشاراً ويتصف بعدم التخصص سواء كان من جانب الغرض الانتاجي أومن جانب نوع الحيوان. والكثير من ألبانهم غير متاحة للتسويق بسبب بعد مناطق الإنتاج عن مراكز الاستهلاك وضعف الحلقات التسويقية. وهؤلاء يعتمدون اعتماداً كبيراً على ألبانهم في غذائهم ويربون الحيوان أساساً لإنتاج اللحوم ويعتبر إنتاج الألبان نشاطاً ثانوياً بالنسبة لغالبيتهم. القطعان الرعوية تكون مترحلة أو شبه مترحلة كما هو حالة قبائل غرب السودان وجنوبى النيل الازرق حيث تحدث الهجرات التقليدية بين مناطق الرعى فى مواسم الامطار والجفاف(المخرف والمصيف). يتصف هذا النظام بنسبة منخفضة للماشية مقارنة بالارض، قلة العمالة ، إنخفاض مستوى الادارة بالنسبة لوحدة المساحة ومدخلات إنتاج فى الحد الادنى.

ييمكن تقسيم النظام على حسب درجة وطبيعة الترحال لنظم فرعية:

1-1 النظام التقليدي البدوي المترحل Nomadic  Pastoralist

يتميز هذا النظام بعدم الاستقرار والتنقل المستديم طول العام. الرحل يعتمدون على المراعى وتتحرك قطعانهم الى حيث يكون المرعى والماء أو هرباً من الحشرات والوحل متاحان فى مناطق جغرافية محددة كما فى حالة البقارة والأبالة فى كردفان ودارفور. في هذه المجموعات تشكل الابقار النوع الاساسي من الحيوانات المرباة 80-90% من العدد الاجمالى للماشية 100% من الابل ، 80% من الأغنام و 60% من الماعز فى البلاد. أحجام القطيع فى هذا النظام تختلف حيث يبلغ متوسطها 200، 70 ، 90 و200 رأس للابقار والاغنام والابل والماعز علي التوالى، هذا النظام هو المصدر الرئيسي للحوم لتلبية الطلب المحلى والتصدير.  وبهذه الكيفية من نمط الحياة فإن في هذا النظام الانتاج والتسويق للالبان ليس هدفاً من أهدافه وغالباً ما يلجأ الرعاة إلى تصنيع بعض ما فاض من إنتاج الالبان إلى جبن وسمن تحت ظروف صحية سيئة. ويتهم النمط بالكم أكثر من النوع مما يسبب تدني في الانتاج.

فى الآونة الاخيرة لعبت الظروف الامنية دورا كبيرا فى زعزعة أركان هذا النظام وشهد عزوف الاسرة عن متابعة القطيع وبدأ النظام يتحول الى شبه رعوي. فى منطقة البطانة يبنى إقتصاد الحيازة على نظام الإنتاج الزراعى- الرعوى Agropastoral  حيث يمارس إنتاج الماشية (الماعز، الضأن ، الابقار والجمال) وزراعة المحاصيل كالذرة. الموقع الجغرافي ضمن هذه الرقعة الرعوية الهامة ونماذج الترحال الرعوي يحددان نصيب القطيع لكل نوع حيوانى. وبنفس القدر تتجدد الاهمية النسبية لانتاج الماشية والزراعة في اقتصاد الحيازة، وهذا يختلف عن نظم الإنتاج الرعوي فى غرب السودان حيث تكون القبائل متخصصة كالأبالة والبقارة مع ممارسة محدودة للزراعة لمقابلة إحتياجات الحيازة من الحبوب.

1-2 النظام التقليدي شبه المترحل Transhumanism  أو النظام المستقر وشبه المترحل The sedentary and semi-sedentary system

 

هذا النظام يشمل أصحاب المواشى الذين يمارسون الزراعة المطرية وكذلك الذين يرسلون حيواناتهم مع الرعاة الرحل لتتغذى على المخلفات الزراعية فى المنطقة. يجمع هذا النظام بين الترحال والحيازات الثابتة (الاستقرا الجزئي) فهم الذين يستقرون حول المدن والمشاريع الزراعية ويمتلكون اراضي  يقومون بزراعتها جزئياً  . ويعتمدون أساساً على الرعي فى المناطق المحيطة وعلى المخلفات الزراعية في تغذية حيواناتهم انتاجهم من الالبان تستخدم في تغذية صغار الحيوانات والاسرة وما تبقى يصنع جبن وسمن وهؤلاء لا يجدون صعوبة كبيرة في تسويق ألبانهم لقربهم من مراكز الاستهلاك. يشمل النظام ايضا المزارعين فى المشاريع المروية الذين يربون المجترات الصغيرة بغرض دعم الاسرة إقتصادياً . فى هذا النظام يبقى المربون أبقار الحليب ويرسلون الأبقار الجافة مع الرعاة الرحل. النظام يؤمن إمدادات الحليب الى المدن والمناطق الحضرية. يتميز بالتقنية المنخفضة.

1-3 نظام الإنتاج  الحضرى البيئى فى الفناء الخلفى: The intra-urban backyard system

فى هذا النظام تربى أعداد قليلة من الماعز والضأن والأبقار ولكن تشيع فيه تربية الماعز أكثر من الأنواع الأخرى لتغطية الطلب المحلى. ينتشر هذا النظام على نطاق واسع فى جميع أنحاء المناطق الريفية والمناطق الحضرية (الأسر المنتجة) الغذاء الرئيس للحيوانات فى هذا النظام هو الرعى فى المراعى المجاورة وحول قنوات الرى بالإضافة الى متبقيات المحاصيل الزراعية ومخلفات المنازل من الغذاء.

 

1. التربية داخل الحظائر

2-    النظام الحديث  Modern system

هو النظام الاكثر إنتشاراً في القرى الزراعية والمدن و مصانع الألبان و تنتج الالبان للتسويق. ، ويمارس في هذا القطاع أساليب التربية الحديثة والإنتاج المكثف في مزارع متخصصة لإنتاج الألبان اعتماداً على اللبن وجودة نوع السلالات من الأبقار المستوردة والمهجنة والمحلية. ويعتمد هؤلاء على الأعلاف الخضراء والمركزة في تغذية أبقارهم.  وغالباً ما يتكامل فيه الانتاج والتصنيع وتستخدم التكنولوجيا في مراحل الانتاج والتصنيع والتسويق. ويقسم الي:

2-1 نظام الاعاشة Subsistence system

اهتمام بتسويق الالبان المنتجة، هذا النظام .يجمع بين زراعة المحاصيل ورعاية عدد قليل من ابقار الالبان احيانا يطلق عليه نظام الاعاشة الرعوي التقليدي  Subsistence pastoralist  كما في مشروع الجزيرة. وجد أن إستخدام هذا الاسلوب في إنتاج الالبان كان أكثر ربحاً إذ أعطي المنتجين هامش ربح صافي قدره 829 دولار في سنة الإنتاج 2001-2002. كما ان الإنتاج الحيوانى فى مجمله ساهم بحوالى 36 % من مجموع دخل الاسرة الزراعية فى نفس الفترة . أن تكامل العلف فى الدورة الزراعية يزيد الدخل ويوفر علف للحيوانات وبالتالي زيادة إنتاج الحليب. كما أنه في المناطق القريبة من مشروع الجزيرة أمكن تعزيز ربحية الثروة الحيوانية بأستخدام الأعلاف المروية ومخلفات المحاصيل المطرية بشكل كبير من خلال إدخال تقنيات بسيطة مثل عمل السيلاج الذي يزيد قيمة الأعلاف الغذائية وكذلك حزم المخلفات الجافة (القصب) الذي يخفض تكاليف النقل. وقد أدت هذه التقنيات فى المناطق المروية الي خفض إنتاج الحليب من نحو 0.40 دولار الى نحو 0.25 دولار للتر الواحد من الحليب وأن إيرادات المتحصلة من بقايا المحاصيل تقدر بأربعة أضعاف الدخل المتحصل من الحبوب.  

2-2 النظام المزارع المتخصصة أو النظام التجاري : Commercial  system  

هذا النظام يشمل    مشاريع الإنتاج الحيواني الكبيرة  مثل تعاونيات الحليب والألبان المتخصصة، الشركات الكبيرة والافراد الذين يملكون سلالات أبقار حلوب عالية الإدرار، حيث قامت الدولة بإنشاء مشاريع حديثة إما تحت إشرافها أو بتشجيع القطاع الخاص او العام او  التعاوني للاستثمار في مجال الإنتاج الحيواني باستخدام التكنولوجيا الحديثة والإنتاج المكثف. ويحتاج الي رأس مال كبير وتغذية عالية وكوادر فنية وادارية مقتدرة.  وبالتالي لمقابلة هذه التكلفة الانتاجية العالية لابد ان تكون الحيوانات ذات إنتاجية عالية لذا تربي في هذا النظام السلالات الاجنبية أو المهجنة. ويتميز هذا النظام بان الانتاج موجه للتسويق. يزدهر هذا النظام حول المدن الكبرى ويمثل أيضا فى مراكز تسمين الماشية والاغنام (دكك تسمين) التى تجلب من مسافات بعيدة (غرب السودان) الى المناطق الحضرية والأسواق، يمارس التسمين أيضا فى مشاريع الزراعة المطرية الآلية الكبيرة المملوكة للقطاع الخاص بالتغذية على مخلفات المحاصيل الزراعية. ويقسم الي عدة انواع:

1-  الحيازات البسيطة Small holders  ونجده في مناطق كثيرة حيث يمتلك الفرد بين 1-3 ابقار.

2-  الحيازات المتوسطة Small medium

3-  الحيازات الكبيرة Large scheme

هذا النظام يشمل :.

أ-النظام المختلط (تكامل الحيوان فى النظم الفلاحية) Intergration of livestock in farming system

فى هذا النظام يتم إنتاج الألبان المكثف بإستخدام الأعلاف المروية والمركزات وتستخدم السلالات الأجنبية أو السلالات المحلية فى التربية. ينظر إليه على أنه نظام واعد لإمدات الحليب واللحوم فى المستقبل نسبة للطلب المتزايد للمجتمات المحلية فى البلاد. هناك أشكال متعددة للمزارع المختلطة ولكن الكثيرين يشيرون الى التكامل فقط عند تبادل الموارد مثل العلف والسماد بين المزارع النبات والحيوان. يلاحظ إرتباط المزارع المختلطة بالحيازات الصغيرة والمتخصصة بالحيازات الكبيرة ولكن المزارع الكبيرة يمكن أن تكون مختلطة والصغيرة يمكن ان تكون متخصصة وعلى سبيل المثال إنتاج الألبان يمكن أن يكون مختلطاً بين المزارع حيث تمد مزارع المحاصيل الصغيرة مزارع الألبان الكبيرة المتخصصة بالعلف والأخيرة تمد الأولى بالسماد. الفرق بين مزارع الألبان المتخصصة والمختلطة هو أن الأولى ذات إنتاجية عالية و الثانية ذات إنتاجية مناسبة كما يمكن القول انه فى المزارع المختلطة هناك فوائد ثانوية حيث يقلل السماد المنتج بإستخدام الكيماويات فى الزراعة. إعتاد المزارعون التقليديون فى مناطق الزراعة المروية وغير المرويةتربية عدد قليل من الحيوانات إذ تستفيد الحيوانات من مخلفات المحاصيل، الحشائش وفي بعض الاحيان الأعلاف المزروعة. هكذا بدأ إرتباط زراعة المحاصيل بتربية الحيوان في المشاريع الكبيرة (الجزيرة والرهد وحلفا الجديدة)، أن محاولة إدخال الحيوان فى الدورة الزراعية في مشروع الجزيرة مثلاً  كان بهدف تأمين كميات كافية من العلف على مدار العام ما يؤدي الى توطين الحيوان فى المشروع، قصد به أيضا تحسين ظروف المزارعين الإقتصادية والتغذوية وتحسين خواص التربة عن طريق تثبيت النتروجين الناتج من زراعة البقوليات وتحسين إنتاجية الماشية والخدمات البيطرية، لكن نجاح التجربة كان مرتبط بإزالة المعوقات وأهممها: عدم توفر بذور البقوليات الجيدة، المساحة المخصصة للبقوليات تمت زراعتها بالبيونير وأبو سبعين وهي نباتات تعمل على إفقار التربة فضلا عن أن كثير من المزارعين لا يملكون حيوانات لتتاكمل الدورة الزراعية هذا بالاضافة الي عدم التعامل مع الدورة كحزمة واحدة تحتوي العامل الإجتماعى-الإقتصادي، الفنى والخدمات المساندة أدي الى عدم الجدية فى تطبيقها على نطاق واسع.

ب-النظام الإنتقالى:

تحسين النظام التقليدى هو النشاط التدريجى الذي مورس مؤخراً حيث تربى الحيوانات فى المراعى لا سيما الأغغنام وفيه يتم تحويل المياه والتغذية التكملية بواسطة شاحنات الى تلك المناطق، كذلك مورس هذا النشاط في الفترة الاخيرة فى مشاريع الزراعة المطرية.

إنتاج الالبان

Dairy Production

أ.د.ابراهيم بشارة محمد

جامعة كردفان— كلية الموارد الطبيعية والدراسات البيئية

تسويق واستهلاك الالبان

هناك عوامل شتى تؤثر فى تسويق الألبان في السودان مثل:

-         العوامل البيئية (موسمية الانتاج)

-         بعد مناطق الانتاج عن مناطق التسويق

-         عدم وجود خزانات تبريد وحفظ الخليب الخام.

كما أن 72% من المنتجين يبعون الحليب الخام داخل المزرعة و6% في أسواق تبعد عن مزارعهم 6-15كلم و أن 20% في الاسواق تبعد عن مزارعهم 16-25كلم . طريقة بيع الحليب تتراوح بين البيع المباشر للمستهلك 36% او الي الوسطاء 64% سواء كان ذلك في الصباح أو المساء.

تغلب القنوات التقليدية على تسويق الالبان وتنحصر القنوات الحديثة فى بعض المدن. فى الغالب يسيطر السماسرة والوسطاء علي القنوات التقليدية حيث يتم تجميع الالبان الخام غيرالمعالجة حرارياً من المنتجين ونقلها الى المستهلكين أما مباشرة الي منازلهم أو الي البقالات بواسطة الدواب-الدراجات الهوائية –شاحنات النقل الصغيرة في حاويات من الالمونيوم.

يشكل النقل التقليدي عبئاً علي تكلفة بيع الالبان ومنتجاتها وهذا يعود الي جهة الي بعد مناطق الانتاج عن مناطق التسويق ورداءة الطرق خاصة الزراعية والى عدم استخدام وسائل النقل الحديثة والمبردة خاصة وان الالبان منتجات سريعة التلف. كذلك يؤدي عدم وجود نظام مؤسسي لتجمع الحليب في مراكز محددة مزودة بالخزانات المبردة بالقرب من مناطق الانتاج ترحل بعربات مبردة الي مصانع الالبان الي عدم الاستفادة من فائض الالبان بالقطاع التقليدي.

تسعير الحليب يعتمد علي المساومة بين المنتج والوسيط عند باب المزرعة ، ومع الموسمية تؤثر في سعر الحليب الا ان المساومة بين البائع والمشتري تعتبر العامل الرئيس المؤثر علي السعر الفعلي للحليب.

يتم تسويق الالبان المبسترة في القطاع الحديث في منافذ البيع( البقالات والمطاعم) المزودة بوسائل الحفظ والتبريد.

اوردت المنظمة العربية للتنمية الزراعية ان الالبان ومنتاجها التى تنساب عبر القنوات الحديثة تشكل نحو 5-7% من اجمالي الالبان المتدوالة في السودان.  وتوجد أربع قنوات من التدفقات للبن الخام في سلسلة القيمة بعد مرحلة المدخلات مرورا بالتسويق والتوزيع وهي:

1.     من المزارع إلى المستهلك مباشرة،

2.     من المزارع إلى معمل الألبان مباشرة في حال توافر معمل ألبان داخل نفس القرية.

3.     من المزارع إلى تاجر وسيط ثم إلى معمل الألبان إلى المستهلك.

4.     من المزارع إلى نقطة التجميع بالقرية، ثم منها إلى تاجر الجملة، ثم إلى معمل الألبان أو محال التجزئة إلى المستهلك.

عامة يظهر نمط التاجر الوسيط في المناطق البعيدة عن المدن الكبرى خاصة مع صعوبة النقل، بينما يسهل التوريد للمعامل مباشرة عندما تقع معامل الألبان على مسافة يسهل الوصول إليها في وقت قليل بالنقل الخفيف.

هنالك عوامل اخري تعترض تسويق الالبان منها عدم تمويل التسويق والتأمين عليه مما يجعل المنتجين يتخلصون من انتاجهم باسعار متدنية نسبة لان الحليب سلعة سريعة التلف. كل العوامل المذكورة اعلاه ادت الي ارتفاع التكاليف التسويقية مما ادي الي ارتفاع الهامش التسويقى الذي قد يصل ال 50%.

هنالك تباين واضح بين القنوات التسويقية بالنسبة للقطاع التقليدي والقطاع الحديث. كما أن تعدد وطول هذه القنوات يزداد بزيادة عدد الوسطاء في سوق الألبان. وتسيطر القنوات التسويقية التقليدية على تسويق معظم الألبان. وبالنسبة للقطاع التقليدي فتعتبر عمليات البيع عن طريق الوسطاء من القنوات الأكثر انتشاراً حيث يقوم بعض تجار الألبان الوسطاء بتجميعها من المنتجين مباشرة ونقلها إلى المستهلك إما مباشرة أو من خلال منافذ البيع والباعة المتجولين الذين يوصلونها للمستهلك النهائي وغالباً ما يتم النقل بسيارات الشحن الصغيرة، الألبان الموزعة بهذه الطريقة عادة تكون طازجة وغير معاملة حرارياً. هذا ويقوم بعض المنتجين ببيع ألبانهم لمراكز التجميع والتي عادة ما تنقلها إلى مصانع الألبان. كما أن بعض صغار المنتجين يبيعون ألبانهم إلى ورش ومنازل التصنيع التقليدية.

 

                         الانتاج (المنتج)

تجار الجملة                                  مصانع الالبان

تجار التجزئة

الموزعون(افراد،بقالات..الخ)                               أسواق حديثة بها تبريد

                                  المستهلك          

يتضح مما ذكر اعلاه طول سلسلة تسويق الحليب الخام في السودان تعتبر من العوامل التى تؤدي الى ارتفاع اسعار الالبان فضلا عن جودة المنتج نفسه .

استهلاك الألبان

تتخذ كثير من الدول حجم استهلاك الحليب ومشتقاته كأحد المؤشرات الهامة لقياس مستوى معيشة المواطنين. ونجد ان استهلاك الفرد في اروبا يصل 400 كجم واستهلاك الفرد من الالبان في افريقيا حوالي 25 كجم. تشير المعلومات بالنسبة إلى معظم البلدان المتقدمة أنّ مستوى الاستهلاك الحالي للألبان ومنتجات الألبان قارب حدّ الإشباع. لذا يتوقع أن يكون أي نمو في الاستهلاك هامشياً ومرتبطاً بشكل أساسي بتغير نوع منتجات الألبان المستهلكة وشكلها والنمو السكاني المحدود.على المستوى العالمي.

معدل استهلاك البروتين الكلي والبروتين الحيواني وبروتين الحليب في بعض دول العالم (جرام/يومياً/للفرد)

معدل الاستهلاك

البروتين الكلي

البروتين الحيواني

بروتين حليب

غانا

48.6

14.7

4.6

ليبيا

63.7

14.7

4.6

السودان

63.9

25.9

12.3

السعودية

50.9

12.1

3.5

العراق

60.7

16.8

7.2

فرنسا

100.7

59.9

31.3

ايطاليا

85.4

35.5

14.6

الولايات المتحدة

95.6

68.6

13.3

 

يتأثر استهلاك الألبان بعدة عوامل اقتصادية، اجتماعية، بيئية وجغرافية أهمها:

1-    أسعار الألبان المحلية ومنتجاتها مقارنة مع المستورد منها

2-     بعد مراكز الاستهلاك عن مراكز الإنتاج،

3-    مستوى دخول الأفراد خاصة الطبقات الفقيرة في المدن ،

4-    نوعية الألبان ومنتجاتها محلياً إذ أن بعض سكان المدن يتخوفون من الألبان المحلية من النواحي الصحية بحيث يلجأون للألبان المستوردة لاعتقادهم بأنها أضمن صحياً،

5-    وفرة الألبان خاصة في مناطق الإنتاج ،

6-    العادات الغذائية للسكان والتي تلعب دوراً كبيراً في تحديد مستوى الاستهلاك حيث يفضل البعض ألبان الماعز والبعض الآخر يفضل ألبان الأبقار،

7-    الإشاعات التي تلعب دوراً كبيراً في استهلاك الألبان ومنتجاتها إذ أن أقل إشاعة عن تلوث الالبان تبعد المستهلكين عنها كما حدث أخيراً عندما إنتشرت إشاعة ظهور مرض حمى الوادى المتصدع.

8-    وسائل الإعلام تلعب هي الاخرى دوراً كبيراً في توعية المستهلك عن دور الألبان في التغذية وفى دحض أية إشاعات وأخيرا فإن العناية

9-    بالبنية التحتية والتسهيلات الحكومية التي يتم منحها للمنتجين تساعد هي الأخرى في انسياب واستهلاك الألبان ومنتجاتها.

تحليل الوضع الراهن لإنتاج الألبان في السودان:

نقاط    القوة  Strengths

1.      توفر القوي العاملة الرخيصة  

2.     الخبرة التقليدية في إنتاج الألبان.

3.     تعتبر تربية الماشية نشاطًا أساسيًا في الثقافة السودانية في المناطق الحضرية وفي المناطق الريفية.

4.     توافر حليب البقر والماعز اللازمة لانشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة.

5.      تشارك المرأة بشكل كبير وفعال في عملية التربية مما يساعد في دعم قضايا تنمية المراة الريفية.

6.      %80 من تعداد السكان يقطنون في الولايات الريفية ولهم مشاركة مباشرة في صناعة الالبان.

نقاط الضعف   Weaknesses

1.     عدم توفر الدعم لمنتجات الالبان

2.     كمية ونوعية وأسعار علف الحيوانات (المركزات) عالية.

3.     نقص السلالات المحسنة من الماشية المحلية عالية الإنتاجية من الالبان.

4.     انخفاض الإنتاجية من الالبان للحيوانات المحلية. • سوء الأحوال الصحية والنظافة في مزارع انتاج الالبان الصغيرة.

5.     عدم كفاية العرض وارتفاع أسعار التعبئة.

6.     غياب المواصفات القياسية لمنتجات الألبان التقليدية.

7.     عدم وجود مراكز للتجميع والتوزيع

8.     افتقار عمليات حلب الألبان للمواصفات الصحية في المزارع الصغيرة.

9.     اتباع طرق بدائية في تجهيز الجبن مما يجعل القيمة المضافة من تجهيز المنتجات منزليا غير اقتصادية.

10.                        صعوبة حصول المنتجين على سعر مناسب للبن الخام ذو الجودة المرتفعة.

11.                        التأخير في حصول المزارعين على مستحقاتهم لمدة تزيد أحيانا عن أسبوع.

12.                        افتقار نقاط التجميع للتجهيزات المناسبة مثل معدات تصفية اللبن ومعدات اختبار التجبن بالغلي، معدات اختبار الكثافة ونسبة الدهن.

13.                        ضعف الأنشطة التعاونية وهيمنة المزارع الحيوانية الصغيرة على الانتاج

الفُرص  Opportunities

1.     يمكن بسهولة إنتاج متطلبات العلف الحيواني مما يزيد إنتاجية الألبان

2.     تعتبر الألبان أرخص مصدر للبروتين الحيوانى.

3.     مراكز جمع الحليب فرصة للقطاع الخاص للاستثمار في سلسلة منتجات الألبان.

4.      إمكانية تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة لإنتاج الالبان على مستوى المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

5.     إمكانية توفير كل من خدمات التلقيح الصناعى والتدريب والإرشاد الفني والخدمات البيطرية والتغذية اللازمة.

6.     فرصة انشاء شبكات الالبان المزودة بمبردات ومستلزمات النقل، واختبارات اللبن، ومراقبة الجودة.

7.     إمكانية الربط بين أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة لانتاج الالبان والمصانع الكبيرة.

8.     إمكانية دعوة الجهات المانحة لتمويل مشروعات انتاج الالبات الصغيرة والمتوسطة مثل ( ARDF- UNIDO).

9.     زيادة الحاجة إلى استهلاك اللبن المعبأ مقارنة باللبن السائب.

10.                        تحول المستهلكين إلى المنتجات المحلية نتيجة لزيادة الوعي الصحي الغذائي.

التهديدات   Threats

1.      المنافسة الكبيرة بين الشركات على مستوى المحلى وعلى مستوى الدول العربية.

2.     التسجيل اﻟﺑطء للشركات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة للالبان.

3.     عدم ملاحقة التغييراات السريعة ﻓﻲ تكنولوجيا انتاج وتصنيع اﻷﻟﺑﺎن.

4.     ارتفاع تكاليف ﻣﻌﺎلجة منتجات البان المستوردة.

5.     ارتفاع أسعار حيوانات اللبن ذات الكفاءة الوراثية العالية مما يحول دون إقبال المزارعين على حيازتها.

وللتغلب على مكامن الضعف والربط بينها وبين الفرص المتاحة لإنتاج الألبان في السودان من الأهمية العمل على:-

1.     إنشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تخدم سلسلة القيمة للألبان.

2.     تقديم الدعم الكافى للأعلاف المصنعة وتوفيرها.

3.     العمل على توفير مستلزمات الإنتاج لصغار المنتجين.

4.     العمل على توفير السلالات عالية الإدرار.

5.     =تحفيز الجهات المانحة والشركاء على توفير القروض الميسرة للمربين.

6.     البحث في زيادة فعالية الوحدات الصحية البيطرية وزيادة عددها وتوفير التحصينات.

7.     البحث عن آلية من خلاله يتم تعظيم الكمية المنتجة من الألبان . 

No comments:

Post a Comment